الملخص
إن وباء كورونا المستجد لم يكن أول أنواع الأوبئة التي أصابت البشريّة، وبالتأكيد لن يكون الأخير. إن حدوث الأوبئة العالميّة له تاريخ طويل، وقد عمّت هذه الأوبئة مناطق مختلفة من الكرة الأرضيّة في فترات متقاربة أو متباعدة، وأدت إلى هلاك أعداد كبيرة من البشر، وهجران مدن وقرى، واضمحلال نظم سياسيّة، وإرباكاك في النسيج الاجتماعي. وكان يطلق على مثل هذه الأوبئة مصطلح "الطاعون" بغض النظر عن مسببه إذا ما كانت البكتيريا العصوية المعروفة باسم "اليرسينيا الطاعونية" (Yersinia Pestis)، أو شيء آخر (Huremovic 2019: 8). ويُعرّف الطاعون: بأنه ورم خطير يظهر غالباً في الإبط، وفي منطقة التقاء الفخذين، وخلف الأذن؛ وينتج عنه التهاب يغير لون المنطقة المصابة وما حولها إلى اللون الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأكمد، والأسود؛ ويفسد المنطقة المصابة ويقرّحها؛ ويتسبب للمصاب بالكسل، والخفقان، والقيء، والإغماء؛ وإذا اشتد فإنه يؤدي إلى الوفاة. وكان تبدل الألوان في هذه الأورام يدُل على طور المرض، فإذا كان اللون أحمراً فإن المرض بدرجة بسيطة، أما إذا أصبح اللون أسوداً فإن ذلك يدل على استفحاله في المصاب (عبد الله 2012: 288-289). وذكر النووي: بأن كل طاعون هو وباء، ولكن ليس كل وباء هو طاعوناً (النووي 2001: 68).