من تأويل الذاكرة إلى نقد صورتي المثقف والزعيم: رواية «زمن الخيول البيضاء» نموذجا
الكلمات المفتاحية:
السميائيات الثقافية، الذاكرة، النقد، التجربة الاجتماعية، المثقف، الزعيمالملخص
نحاول من خلال هذه الدراسة مقاربة رواية زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصر الله، وذلك عبر رهانات عدة، منها التأكد من ملاءمة المنهج السميائي الثقافي لقراءة سرديات الثقافة والذاكرة ضمن سياق التجربة الاجتماعية. ثم القيمة المعرفية والنقدية للتأويل الثقافي، زيادة على وظيفة الذاكرة في تأمين حاجات الحاضر والمستقبل والاستفادة من أخطاء الماضي. ولعل القارئ لهذه الدراسة سينتهي إلى المعرفة بأهمية الذاكرة في التمكين من معرفة الماضي، وأهمية التأويل بصفته أداة نقدية تكشف عيوب الذاكرة من جهة أولى، ثم تفضح عيوب التجربة الاجتماعية للأفراد والجماعات من جهة أخرى. وتجب الإشارة إلى أن تأويل الذاكرة لن يكون مؤهلا لنقد الذاكرة والتجربة الاجتماعية إذا لم يتم ربطه بالتمثيل السردي الذي يجعل الذاكرة ممثلة في حبكة فنية تعطيها معناها، إذ المعنى يكون في النص لا في خارجه. ثم في جانب آخر ينكشف أن الرواية قد نقدت التجربة الاجتماعية الخاصة بالمثقف والزعيم، تلك التجربة المحفوظة في ذاكرة الشعب الفلسطيني. فالعلة من وراء نقد الرواية لهذين الطرفين هو كونهما قادرين على تحريك الوضع الاجتماعي إيجابا أم سلبا حسب قناعاتهما القيَّمية والأخلاقية. وهكذا فالرواية، وهي تسرد الذاكرة، تعطي ذاكرة مضادة تصون الحق في التذكر، وتقدم معرفةً بالماضي لتبرير فشل المقاومة الفلسطينية، واستخلاص دروس تجذي في عدم تكرار أخطاء الماضي.