الملخص
تناقش هذه المقالة موضوع العلاقة التكاملية بين العمارة واللغة استنادا إلى أسس لسانية ومنطلقات سميائية ثقافية، لتُبيِّن أن العمارة شكل من أشكال التواصل الإنساني الذي يبعث رسائل خفية تُغطِّيها الاعتبارات النفعية وتحجبها الخصائص الجمالية؛ إذ ينتظم النسق المعماري - كغيره من الأنساق التعبيرية- بصفته نسقا من العلامات المختلفة المعبِّرة عن أفكار لا تنفصل عن هوية الفضاء السميائي، ومعاييره الثقافية، وذاكرته التاريخية. وقد توصلت هذه المقالة إلى تأكيد أن النسق المعماري موضوع تواصلي يمتلك لغة ثانوية مركّبة المفردات ومعقَّدة البناء قادرة على توصيل المعلومات وتبادلها، والإخبار عن القيم والمعتقدات، والتعبير عن الهوية، وبناء الذاكرة الثقافية الجمعية، وتقديم صورة عن العالم والآخر والزمن والفضاء.