الملخص
لعب التطور التكنولوجي دوراً حيوياً في حياة البشر الذي امتدت آثاره إلى كافة قطاعات الحياة العلمية والاجتماعية والاقتصادية، وقد أفرز هذا التطور في مجال الاتصالات إلى استخدام تقنيات الوسائل الإلكترونية في إبرام عقود التجارة الدولية الإلكترونية، ومنها التعاقد عبر الإنترنت، وإقدام الدول على إبرام وتنفيذ العديد من تلك العقود مع الأشخاص المعنوية العامة أو الطبيعية أو المعنوية الخاصة، وما قد تثيره هذه العقود من منازعات. وقد اتجه الفقه للبحث عن وسائل حديثة سريعة وأكثر فاعلية تستخدم نفس هذه التقنيات لفض المنازعات التي قد تنشأ في المعاملات والتعاقدات الإلكترونية دون التواجد المادي لأطراف النزاع، وبعيداً عن إجراءات التقاضي العادية التي تديره الدولة ببطء ويؤدي إلى التراخي في حل ما يثار من منازعات عقود التجارة الدولية، هذه الوسائل التقليدية هي الوساطة والمفاوضات الإلكترونية وغيرها.
وتبرز أهمية هذه الدراسة في التعريفِ بماهية الوساطة والمفاوضات الإلكترونية كوسائل بديلة لحل منازعات التجارة الإلكترونية، وأوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، وما تحققه من مزايا، وبيان الآثار المترتبة على الوساطة والمفاوضات الإلكترونية. وقد أثار الموضوع إشكالية من حيث وجود دور للوساطة والمفاوضات الإلكترونية في حل منازعات عقود التجارة الدولية الإلكترونية. وللإجابة على تلك الإشكالية اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي وذلك من خلال بيان وعرض ماهية الوساطة والمفاوضات الإلكترونية وبيان الآثار المترتبة على الوساطة والمفاوضات الإلكترونية.